لمحة عن نسب السيدة خديجة رضي الله عنها
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية، سيدة قريش،
الطاهرة، وسيدة نساء العالمين في زمانها.
زواج النبي صّلى الله عليه وسلّم من السيدة خديجة رضي الله عنها
- كانت رضي الله عنها امرأة حازمة شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير،
وكل قومها كان حريصًا على الزواج منها. - لمّا خرج النبيّ صلّى الله عليه وسلم في تجارة للسيدة خديجة أعجبت السيدة خديجة بأمانته وأخلاقه
وما رواه لها غلامها من أخلاقه وبركته خلال الرحلة فأرسلت إليه نفيسة بنت منية - قالت نفيسة: يا محمد، ما يمنعك أن تزوج؟ قال: “ما بيدي ما أتزوج به“، قلت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟ قال: “فمن هي“؟ قلت: خديجة، قال: “فكيف لي بذلك“؟ قالت: قلت: عليَّ،
قال: فأنا أفعل، فذهبت فأخبرتها، فأرسلت إليه: أن ائت لساعة كذا وكذا، فأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها،
فحضر، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته، فزوجه أحدهم. - وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة، وهي يومئذ بنت أربعين سنة،
ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة.
مساندتها لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الدعوة
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم،
كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه، فكان يخلو بغار حراء يتحنّث فيه ـ (وهو التعبد الليالي ذوات العدد) ـ
قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها، فجاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك
فقال: اقرأ، فقال: “ما أنا بقارئ” قال: فأخذني: فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: “ما أنا بقارئ” فأخذني فغطني الثانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: “ما أنا بقارئ”. فأخذني فغطني الثالثة، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) حتى بلغ (مَا لَمْ يَعْلَمْ). - فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل على خديجة رضي الله عنها فقال:
” زملوني، زملوني ” حتى ذهب عنه الروع، فقال:” يا خديجة مالي ” فأخبرها الخبر، فقال:” قد خشيت على نفسي “
فقالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصِل الرحِم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَل، وتكسب المعدوم
وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. - فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل ابن عم لها وقد كان شيخاً كبيراً وقد تنصر في الجاهلية فقالت له أي ابن عم اسمع
من ابن أخيك فقال: يا ابن أخي ماذا ترى؟ وأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى،
فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعاً وأكون حياً حين يخرجك قومك وأنصرك نصراً مؤزراً.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن السيدة خديجة
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصف السيدة خديجة: “ما أبدلني الله خيراً منها ـ آمنت بي إذ كفر الناس،
وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالهـا إذ حرمني الناس، ورزقني أولادها إذ حرمني أولاد النساء”. - عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ما غِرْتُ على نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا على خديجة
وإني لم أدركها، قالت: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا ذبح الشاة فيقول: “أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة”. - روى أبو هريرة رضي الله عنه قال:” أتى جبريلُ النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله هذه خديجة
قد أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها بـبيتٍ في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب “. - عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:” خيرُ نسائها مريم بنت عمران،
وخيرُ نسائها خديجة بنت خويلد”.
وفاتها رضي الله عنها
- توفيت رضي الله عنها بعد مبعث النبي صلّى الله عليه وسلّم بعشر سنين في شهر رمضان،
عن خمس وستين سنة، فأقامت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم خمساً وعشرين سنة. - حزن النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد وفاتها ووفاة عمّه أبو طالب حزناً شديداً حتى سمي هذا العام بعام الحزن.