لمحة
الجدير بالذكر قبل التحدّث عن نظرية التطور في العصر الحالي أن نمرّ تاريخياً على أصول هذه النظرية
ابتداء بكتاب دارون وانتهاء بتطويره للنظرية
فهل تعلم ما هو معنى نظرية التطور (النشوء والارتقاء) باختصار؟
في عام ۱۸۰۹ خرج دارون على العالم بكتابه المشهور في أصل الأنواع
في عام 1859، برز اسم تشارلز داروين مع نشر كتابه المشهور “أصل الأنواع”، والذي جمع فيه ملاحظاته بعد رحلة طويلة حول العالم على متن سفينة “بيغل”، وحاول أن يثبت تطور جميع الكائنات الحية -باستثناء الإنسان- من خلية بسيطة عبر آلية الانتخاب الطبيعي، فزعم أن الفرد القوي يستطيع النجاة من الكائنات المفترسة والمصاعب في الحياة ليعيش ويورّث عوامل قوته لسلالته، بينما تنقرض الأفراد الضعيفة وتتلاشى، ليستمر بذلك تصاعد السلالات وتطورها، وكلما احتاجت الكائنات إلى مهارة جديدة (مثل الخروج من الماء والسير على اليابسة) تطورت أعضاؤها لتحقق تلك الوظائف الجديدة، مثل تطور زعانف السمكة إلى أطراف تساعدها على الزحف.
وفي عام 1871، طوّر داروين فكرته وجعلها شاملة للإنسان أيضاً، حيث أصدر من بعده في سنة ۱۸۷۱ كتابه في «تسلسل الانسان»
وقدم للناس نظرية التطور التي مفادها أن الإنسان تطور من نوع سابق له من الكائنات نتيجة لمبدأين هما:
- مبدأ تنازع البقاء
- مبدأ الانتخاب الطبيعي
معنى مبدأ تنازع البقاء: أن الأحياء في تنازع دائم مع الطبيعة ومع بعضها، وفي هذا التنازع إنما يتمّ الفوز للفرد الذي تؤهله صفاته للغلبة والبقاء، فإذا تم الفوز للذي تؤهله صفاته للبقاء وجبَ الفناء على الذي لا تؤهله صفاته لذلك.
معنى مبدأ الانتخاب الطبيعي: أنّ ناموس الوراثة كما ينقل التباينات ينقل جميع الصفات التي يحملها الأصل الى الفرع، مادية كانت أو معنوية، أصلية أو مكتسبة.
وهذه الصفات منها:
- النافع: كالقوة والصحة والذكاء.
- الضار: كالأمراض والعاهات والشذوذ
أما الضارة فتنتهي إلى أحد أمرين:
- إما أن تتلاش بتغلب النافعة عليها.
- وإما أن تتغلب فتؤدي الى ملاشاة صاحبها بذاته أو بنسله.
وأما النافعة:
- فهي التي تجعل صاحبها ممتازاً أو فائزاً في معركة تنازع البقاء
- ثم تتوارث الفروع هذه الصفات النافعة جيلاً بعد جيل
- وبعد مرور ألوف من الأجيال يبلغ حداً يجعل من الفرد الممتاز نوعا جديداً، وهذا هو مبدأ الانتخاب الطبيعي الذي رآه دارون سبباً لتكوين الأنواع الحية الموجودة اليوم على سطح الأرض، وكلها ترجع في رأيه الى نوع واحد.
في ختام الحديث عن نظرية التطور:
حسبنا أن نبين هنا أن تدرج الكون وتسلسله في التناسق الخلقي هو مما أدركه علماء المسلمين، ولكن هذا التدرج لا يعني أن بعض هذه الانواع قد انبثق من نوع آخر أقل منه درجة.
ونحن هنا بصدد شرح النظرية باختصار وليس بصدد مناقشتها.