You are currently viewing ما هي فتنة خلق القرآن الكريم؟

ما هي فتنة خلق القرآن الكريم؟

مشاركة المقالة
Advertisements

لمحة

كثير ما يخطر ببالنا سؤال ما هي فتنة خلق القرآن الكريم؟
بداية، القرآن الكريم هو كلام الله -تعالى-، المُنزل على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المتعبّد بتلاوته، المعجز بلفظه
المُفتتح بسورة الفاتحة، والمُنتهي بسورة الناس، المكتوب في المصاحف، والمنقول إلينا بالتواتر.

ما معنى خلق القرآن؟

  • فالمقصود بخلق القرآن دينياً هو أنه مخلوقٌ بمعنى أنه حادث غيرُ قديم
    أي أنه موجود مسبوق بالعدم، فهو كائنٌ بعد أن لم يكن، أي أن الله عَزَّ وجَلَّ خلقه بعد أن لم يكن موجوداً.
  • ومن يقول بعدم خلق القرآن يرى أن القرآن ليس بحادث (غير مخلوق)، بل هو موجود غير مسبوق بالعدم.
  • ووصفُ القرآن بأنَهُ مخلوق، ينفي عنه أن يكون صفةً لله عز وجل
    مما يُبيح لمن يتبنى هذا الرأي، تأويل وتفسير النصوص القرآنية حسب المُقتضى العقلي البشري القاصر، تاركاً الاستدلال بالأدلةِ الشرعية، والمنهج النبوي في بيان الرسالة المحمدية.
  • أي أنّ هذا سيؤدي لإعمال كلّ إنسان لعقله وهواه في القرآن الكريم.

قصّة محنة خلق القرآن

أ- هذه المحنة بدأت تاريخياً على يد الصلبيين وهذه القصّة:

  • فهي من المكائد التي حاكها أعداء الإسلام الصليبيون للتشكيك في عقائد المسلمين وزلزلة معتقداتهم.
  • اخترع هذه الشبهة أشخاص كانوا يعششون في البلاط الأُموي، وعلى رأسهم يوحنا الدمشقي.
  • حيث تمّ التلاعب بالكلمات ومعانيها المتعددة، بُغية الوصول إلى مزاعم باطلة.

ب- عادت المحنة للظهور في العصر العباسي

– واستمرت نحو الثلاثين سنة، ابتدأها الخليفة العباسي المأمون باعتناقه مذهب الاعتزال
ثم قام بإجبار الناس على الاعتقاد بما ذهب إليه المعتزلة في كون القرآن مخلوق.

– وطلب الخليفة المأمون من ولاته امتحان العلماء والقضاة، وسار على نهجه كل من الخليفتين المعتصم والواثق
فقتل وجلد وعذب فقهاء وعلماء من أهل الحديث، منهم الإمام أحمد بن حنبل وأحمد بن نصر الخزاعي
الذي قتله الخليفة الواثق بيده بتهمة عدم القول بخلق القرآن، وصُلب وعلق بجثته رقعة مكتوب فيها إدانته الطويلة التي بدأت بعبارة: هذا رأس المشرك الضال.

– رفض ابن حنبل القول بخلق القرآن وبعدم خلق القرآن،

واكتفى بالقول إن القرآن كلام الله فقط، وأضاف من قال بخلقه فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع.

قصّة أحمد بن حنبل

– عاش أحمد بن حنبل في عصر المأمون ثم المعتصم ثم الواثق ثم المتوكل، وكان بعيداً عن الفلسفة وعن الاعتزال.

– أرسل المأمون كتاباً إلى والي بغداد إسحاق بن إبراهيم
يأمره بجمع العلماء وإقناعهم بأن القرآن مخلوق وأمره أن يقطع رزق كل من لم يقتنع.

Advertisements

– رفض علماء الدين الامتثال لمطالب المأمون
فما كان من المأمون إلا إرساله رسالة ثانية لواليه في بغداد بحبس كل من لم يمتثل.

– أمر والي بغداد إسحاق بن إبراهيم فشدوا كلّ من رفض في الحديد
فلما كان الغد دعا بهم يساقون بالحديد، فأعاد عليهم المحنة، فأجابه البعض، وثبت ابن حنبل ومحمد بن نوح على قولهما، فشدا في الحديد.

– في الطريق إلى السجن في طرسوس، بلغهم وفاة المأمون وهم في الرقة، فأعيد وأودع السجن ريثما تستقر الأمور.

– ولما استقرت الأمور لـ المعتصم، جيء بابن حنبل وهو في القيود إلى قصر المعتصم حيث جرت مناظرة بينه وبين المعتزلة

– استمرت المناظرة العلنية ثلاثة أيام، وابن حنبل ثابت لا يهتزّ، حتى كان اليوم الرابع
فما كان من المعتصم إلا أن أمر بجلد ابن حنبل، لكن ابن حنبل ظل على موقفه.

– بعد وفاة المعتصم، تولى الخلافة الواثق الذي سار على نهج المعتصم والمأمون
وجرت في عهده محاولة للثورة عليه، أما ابن حنبل فبقي مكانه، لكنه تلقى رسالة من الواثق عن طريق واليه في بغداد
يقول فيها: إن أمير المؤمنين قـد ذكرك، فلا يجتمعن إليك أحد، ولا تـساكني بأرض، ولا مدينة أنا فيها.

– أدى الصراع الفكري الحاد بين المعتزلة وابن حنبل، إلى نشوء تيار مضاد للمعتزلة
بدأ مع الخليفة المتوكل والخليفة القادر، ممن نهوا عن الكلام في مذهب الاعتزال
في وقت لقي فيه ابن حنبل تأييداً كبيراً من عامة المسلمين بسبب المحنة التي تعرض لها.

لماذا لم يقل ابن حنبل بخلق القرآن؟

كان يستند في رأيه لعدّة أمور منها:

  1. أنه ليس من حق السلطة فرض مذهباً عقائدياً بعينه على الناس.
  2. أن مسألة خلق القرآن أو عدم خلقه، ليست ذات أهمية كبيرة في العقيدة
    ولذلك لم يتحدث في شأنها النبي صلى الله عليه وسلّم ولا الصحابة.
  3. لا يجوز فرض آراء كلامية في غاية التعقيد على العامة.
Advertisements

مشاركة المقالة