You are currently viewing ما هي أحكام الوضوء؟

ما هي أحكام الوضوء؟

مشاركة المقالة
Advertisements

لمحة

ما هي أحكام الوضوء؟ حسب ما ورد في كتب الفقه، هذا ما سنطرحه في هذه المقالة بين متناول أيديكم

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل منه أيها شاء )

فرائض الوضوء

1- النية

– وهي قصد الشيء مقترنا بفعله ومحلها القلب

لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى . . .) ويبدأ زمنها عند غسل أول جزء من الوجه.

ينوي رفع الحدث (أي رفع حكم الحدث) أو الطهارة للصلاة أو الطهارة من الحدث أو فرض الوضوء أو أداء فرض الوضوء.

أما دائم الحدث (كالمصاب بسلس البول المستمر أو غازات مستمرة أو نزيف . . …
بحيث يستمر حدثهم بلا انقطاع طيلة فترة ما بين الوقتين حتى لا يطهر فترة تسع الوضوء والصلاة)
ففي صيغة نيته تفصيل:

أ- لأداء فرض الصلاة: يجب أن يقصد معنى قوله: نويت فرض الوضوء لاستباحة فرض الصلاة ولا يصح أن يصلي بوضوئه
هذا أكثر من فرض واحد (ولو كان الفرض قضاء) ويصح إتباعه بالسنة وبالنوافل فإذا لم يعين في النية أنه يتوضأ للفرض
وقعت نيته على صلاة النفل دون الفرض.

ب- لأداء النفل: يجب أن يقصد معنى قول: نويت فرض الوضوء لاستباحة الصلاة

2- غسل الوجه

لقوله تعالى: {فاغسلوا وجوهكم}

وحدّ الوجه من مبتدأ تسطيح الجبهة من الأعلى إلى منتهى ما يقبل من الذقن ومنتهى اللحيين طولا
وما بين شحمتي الأذنين عرضا وهذا يشمل ما يظهر من حمرة الشفة والحاجبين والشارب والشعر النابت
على الجبهة والشعر المحاذي للأذنين والشعر النابت تحت الشفة السفلى ويستحب تخليل اللحية بالأصابع من الأسفل
لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء
فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته وقال: (هكذا أمرني ربي عز وجل) “

ويجب على المتوضئ غسل جزء من الرأس والرقبة وما تحت الذقن مع الوجه لأنه لا يمكن استيعاب الوجه إلا بذلك

3- غسل اليدين مع المرفقين:

لقوله تعالى: {وأيديكم إلى المرافق}

4- مسح بعض الرأس:

لقوله تعالى: {وامسحوا برؤوسكم}

والمسح إمرار اليد المبتلة على العضو والرأس ما اشتمل على منابت الشعر المعتاد وهذا يشمل الناصية ( مقدم الرأس )
والنزعتين ( النزعتان : الموضعان المحيطان بالناصية من جانبي الجبين اللذان ينحسر شعر الرأس عنهما في بعض الناس
والمفرد نزعة ) والقذال ( مؤخر الرأس ) والفودين ( الفودان : جانبا الرأس ) والواجب من المسح تحقيق ما يقع عليه اسم مسح
فأيما فعل حقق اسم المسح فقد وفى بالفريضة لأن الباء في { برؤوسكم } للتبعيض في رأي الشافعية والتبعيض يتحقق بشعرات من الرأس بل ببعض شعرة أو بغسل الرأس أو إلقاء قطرات من الماء عليه أو وضع اليد المبتلة على الرأس صحّ ذلك.

5- غسل الرجلين مع الكعوب والشقوق

(الكعبان: هما العظمتان الناتئتان على جانبي الساق بين الساق والقدم) لحديث محمد بن زياد
قال : سمعته وكان يمر بنا والناس يتوضؤون من المطهرة قال : ” اسبغوا الوضوء فإن أبا القاسم صلى الله عليه و سلم قال :
( ويل للأعقاب من النار ).

6- الترتيب

وهو البدء بالوجه مقروناً بالنية ثم اليدين ثم الرأس ثم الرجلين والدليل على فرضية الترتيب حديث جابر رضي الله عنه
في صفة حجه صلى الله عليه وسلم وفيه (. . … نبدأ بما بدأ الله به)،
كما أن الأحاديث الصحيحة في صفة وضوئه صلى الله عليه وسلم تدل على أنه قد التزم الترتيب الوارد في آية الوضوء.

7- الموالاة واستصحاب النية لدائم الحدث

والموالاة هي إنجاز أفعال الوضوء متتابعة ليس بينها ما يعد فاصلاً.

واستصحاب النية وهو استحضار نية الوضوء في قلبه خلال وضوءه كله.

كما تجب على دائم الحدث الموالاة بين الوضوء والصلاة فإذا فصل بين الوضوء والصلاة لمصلحة الصلاة
(كستر العورة) ولو سنة (كانتظار صلاة الجماعة أو التعطر) لم يضر ذلك وإلا لم يجز الفصل

أما في حق السليم فالموالاة سنة وكذلك استصحاب النية لحديث مالك عن نافع:
” أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بال في السوق ثم توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح رأسه
ثم دعي لجنازة ليصلي عليها حين دخل المسجد فمسح على خفيه ثم صلى عليها ” [ما يجزئ عن الوضوء]

سنن الوضوء

1- السواك

لحديث أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء).

2- وضع الإناء

عن اليمين إذا كان واسعاً لكي يغترف باليمين ووضعه على اليسار إذا كان صغيراً لكي يصب باليسار على اليمين فإن استعان بغيره استحب لمن يصبّ له أن يقف على يساره لأنه أمكن وأعون وأحسن في الأدب

3- استقبال القبلة

لأن الوضوء وإن كان وسيلة إلا أنه عبادة.

4- التلفظ بالنية واستصحابها

بمعنى استحضارها في القلب خلال الوضوء كله

5- التسمية

لحديث أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى عليه)

و تقرن التسمية بنية سنن الوضوء مع أول غسل الكفين فإن ترك التسمية في أوله ولو عمداً أتى بها قبل فراغه فيقول باسم الله على أوله وآخره (وذلك كما في الأكل والشرب ) حتى لا يخلو الوضوء من اسم الله عز و جل فإذا لم يسم حتى فرغ من الوضوء لم يسم لفوات محلها.

Advertisements

6- غسل الكفين في ابتداء الوضوء

لأنهما آلة التطهير فيبدأ بتطهيرهما أولاً ولحديث ابن أوس بن أبي أوس عن جده قال : ” رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استوكف ثلاثا “

واستوكف: أي استقطر الماء وصبه على يديه ثلاث مرات وبالغ

7- المضمضة والاستنشاق

لحديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: ” قيل له توضأ لنا وضوء رسول الله رضي الله عنه فدعا بإناء فأكفأ منها على يديه فغسلهما ثلاثا ثم أدخل يده فاستخرجها فمضمض واستنشق من كف (الكف تذكر وتؤنث) واحدة ففعل ذلك ثلاثا “.

8- البداءة بأعلى الوجه

والبداءة بالأصابع من اليد والرجل فإن صب له غيره بدأ بالمرفق والكعب

9- تعاهد الماقين

(والماق هو مجرى الدمع من العين أو هو مقدمها أو مؤخرها) من كل عين وغيرهما من غضون الوجه بزيادة ما لحديث أبي أمامة رضي الله عنه وذكر وضوء النبي صلى الله عليه و سلم قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمسح المأقين “

أما غسل داخل العين فليس بمسنون لأنه لم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنه يؤدي إلى الضرر

10- إطالة الغرة

(بياض في الجبهة ) والتحجيل ( بياض في قوائم الفرس كلها ) وتكون إطالة الغرة بأن يغسل فوق الوجه جزءاً من الرأس وجزءاً من العنق أما إطالة التحجيل فيغسل ما فوق المرفقين في اليدين وما فوق الكعبين في الرجلين ودليل السنية حديث أبو هريرة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء)

11- تخليل أصابع اليدين

بالتشبيك مبتدئاً برؤوسها لحديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه المتقدم (. . . وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً)

12- تحريك الخاتم

فعن رافع رضي الله عنه: ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ حرك خاتمه “

13 – التيامن

لما روت عائشة قالت: ” كان النبي صلى الله عليه و سلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله ( الترجل : الامتشاط ) وطهوره وفي شأنه كله “

14 – دلك العضو

لحديث عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه: ” أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فجعل يقول: (هكذا يدلك) “.

15 – مسح جميع الرأس

وذلك بأن يضع يديه على مقدم رأسه ويلصق إحدى سبابتيه بالأخرى وإبهامه على صدغيه ثم يذهب بهما إلى قفاه ثم يردهما إلى حيث بدأ.

16- مسح الأذنين بعد مسح الرأس ظاهرهما وباطنهما

( ظاهرهما مما يلي الرأس وباطنهما مما يلي الوجه ) بماء جديد غير ماء الرأس.

17- تخليل أصابع الرجلين من الأسفل إلى الأعلى

وذلك بخنصر اليد اليسرى مبتدئا بخنصر الرجل اليمنى منتهيا بخنصر الرجل اليسرى لما حدث المستورد بن شداد رضي الله عنه قال : ” رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ فخلل أصابع رجليه بخنصره “

18- تثليث كل من الغسل والمسح والتخليل

لحديث شفيق بن سلمة قال: ” رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً ومسح رأسه ثلاثا ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل هذا “

19- التتابع

( هو سنة للسليم وواجب في حق دائم الحديث ) أي عدم ترك فاصل زمني ين غسل الأعضاء.

– 20 – أن يقول عقيب الوضوء غير متأخر عن الفراغ وهو مستقبل القبلة

” أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ”
ودليله حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه وفيه قول عمر رضي الله عنه قال – يعني رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل منه أيها شاء ) ( مسلم ج 1 / كتاب الطهارة باب 6 / 17 )
وزاد الترمذي ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ).

ما يسن تركه في الوضوء

  • النفض: أي نفض اليدين من الماء بعد الوضوء لأنه كالتبرؤ من العبادة
  • الاستعانة بمن يصب عليه الماء ليتوضأ بغير عذر لأنه ترفه لا يليق بالمتعبد فإن فعله جاز لأنه صح أن أسامة رضي الله عنه وغيره صبوا على النبي صلى الله عليه و سلم الماء فتوضأ، وأما الاستعانة بغيره في إحضار الماء فلا بأس بها
  • التنشيف بمنديل إلا لعذر كالحرّ أو البرد أو خوف نجاسة لما روت ميمونة رضي الله عنها: ” أن النبي صلى الله عليه و سلم أتي بمنديل فلم يمسّه “
  • نقصان ماء الوضوء عن المدّ.
  • الكلام إلا لمصلحة لأنه يشغل عن الدعاء إلا رد السلام لأنه واجب.
  • لطم الوجه بالماء

مكروهات الوضوء

  1. الإسراف في الصب ولو كان يتوضأ من بحر لقوله تعالى { ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}،
    ولحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ” أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال :
    ( ما هذا السرف ؟ ) فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال : نعم وإن كنت على نهر جار ) “.
  2.  الزيادة في الغسل والمسح على ثلاث، لقوله صلى الله عليه وسلم
    في حديث عمرو بن شعيب المتقدم: (فمن زاد على هذا – التثليث – أو نقص فقد أساء وظلم)

3- تخليل اللحية للمحرم خشية أن يسقط شعر منها

4- الاستعانة بمن يغسل أعضاءه إلا لعذر وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يكل طهوره لأحد

5- ترك التيامن

6- مبالغة الصائم في المضمضة والاستنشاق لقوله صلى الله عليه وسلم (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً).

7- الوضوء في موضع متنجس خوف أن يصيبه شيء من النجس أو يصيبه الوسواس.

Advertisements

مشاركة المقالة