You are currently viewing الغضب واللعن، الفرق بينهما وما ورد من أحاديث نبوية عنهما

الغضب واللعن، الفرق بينهما وما ورد من أحاديث نبوية عنهما

مشاركة المقالة
Advertisements

لمحة

ورد الفرق بين اللعنة والغضب في كتب اللغة، فاللعن هو الطرد والإبعاد من الخير، وبابه قطع، واللعنة الاسم، والجمع لعان ولعنات، بينما الغضب فهو نقيض الرضا، يُحدث غيلاناً في الدم.

تعريف الغضب

لغةً: ضدُّ الرِّضَا.

Advertisements

اصطلاحًا: هو غليانُ دم القلب، طلبًا لدفع المؤذي عند خشية وقوعه، أو طلبًا للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه

أحاديث عن الغضب

  1. عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَجُلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: ((لا تَغْضَبْ)) فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: ((لا تَغْضَبْ)) رواه البخاري
  2. وعن سليمان بن صرد قال: ((استبَّ رجلان عند النَّبي صلى الله عليه وسلم، ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسبُّ صاحبه مغضبًا قد احمرَّ وجهه، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنِّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقالوا للرَّجل: ألا تسمع ما يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون)) رواه البخاري ومسلم
  3. عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الشَّديد بالصُّرَعة، إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغَضَب)) رواه البخاري ومسلم
  4. عن ابن عباس رضي الله عنهما: ((علِّموا ويسِّروا ولا تعسِّروا وإذا غضِب أحدُكم فلْيسكُتْ)) مسند الإمام أحمد
  5. عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أمْرَيْنِ إلَّا أخَذَ أيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا كانَ أبْعَدَ النَّاسِ منه، وما انْتَقَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِنَفْسِهِ إلَّا أنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بهَا.
  6. عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إذا غضب أحدُكم وهو قائمٌ فلْيَجْلِسْ، فإن ذهب عنه الغضبُ وإلا فليضطجِعْ)) سنن أبي داوود
  7. كَتَبَ أبو بَكْرَةَ إلى ابْنِهِ -وكانَ بسِجِسْتَانَ- بأَنْ لا تَقْضِيَ بيْنَ اثْنَيْنِ وأَنْتَ غَضْبَانُ؛ فإنِّي سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ((لا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بيْنَ اثْنَيْنِ وهو غَضْبَانُ)). صحيح البخاري

من أقوال العلماء عن الغضب

  1. قال عمرُ بنُ عبد العزيز: قد أفلحَ مَنْ عُصِمَ من الهوى، والغَضَب، والطمع
  2. وقال جعفر بن محمد: الغضب مفتاح كلّ شرّ
  3. قال الراغب: واعلم أنَّ نار الغَضَب متى كانت عنيفة، تأجَّجت، واضطرمت، واحتد منه غليان الدم في القلب، وملأت الشَّرايين والدماغ دخانًا مظلمًا مضطرمًا، يسود منه مجال العقل، ويضعف به فعله، فكما أن الكهف الضيق إذا ملئ حريقًا اختنق فيه الدخان، واللهب، وعلا منه الأجيج، فيصعب علاجه وإطفاؤه، ويصير كل ما يدنو منه مادة تقويه – فكذلك النفس، إذا اشتعلت غضبًا عميت عن الرشد، وصمَّت عن الموعظة، فتصير مواعظه مادة لغضبه، ولهذا حكي عن إبليس لعنه الله، أنه يقول: متى أعجزني ابن آدم فلن يعجزني إذا غضب؛ لأنَّه ينقاد لي فيما أبتغيه منه، ويعمل بما أريده وأرتضيه. وقد قيل: الغَضَب جنون ساعة. وربما أفضى إلى تلف باختناق حرارة القلب فيه، وربما كان سببًا لأمراض صعبة مؤدية إلى التلف
  4. قال عبد الملك بن مروان: إذا لم يغضب الرجل لم يحلم؛ لأنَّ الحليم لا يعرف إلا عند الغَضَب
  5. قيل لابنِ المبارك: اجْمَعْ لنا حُسنَ الخلق في كلمة، قال: تركُ الغَضَب
  6. وقال يزيدُ بن أبي حَبيب: إنما غَضَبي في نَعْليَّ، فإذا سمعت ما أكره أخذتُهما ومَضيت
  7. قال أبو حاتم: أحسن الناس عقلًا من لم يحرد، وأحضر الناس جوابًا من لم يغضب
  8. وقال أيضاً: سرعة الغَضَب أنكى في العاقل من النار في يبس العوسج؛ لأنَّ من غضب زايله عقله، فقال ما سوَّلت له نفسه، وعمل ما شانه وأرداه
  9. قال ابن رجب: وينشأ من ذلك – أي: من الغَضَب – كثير من الأفعال المحرمة، كالقتل والضربِ، وأنواعِ الظلم والعُدوان، وكثير من الأقوال المحرَّمة، كالقذفِ والسبِّ والفحش، وربما ارتقى إلى درجة الكفر، كما جرى لجبلة بن الأيهم، وكالأيمان التي لا يجوزُ التزامُها شرعًا، وكطلاق الزوجة الذي يُعقِب الندمَ

تعريف اللعن

اللعن هو: الطرد من رحمة الله، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قوله: “ومَن لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهو كَقَتْلِهِ”

أحاديث عن اللعن

  1. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (( يا مَعْشَرَ النِّساءِ، تَصَدَّقْنَ وأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفارَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ)) فَقالتِ امْرَأَةٌ منهنَّ جَزْلَةٌ: وما لنا يا رَسولَ اللهِ، أكْثَرُ أهْلِ النَّارِ؟ قالَ: ((تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وما رَأَيْتُ مِن ناقِصاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ)) قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، وما نُقْصانُ العَقْلِ والدِّينِ؟ قالَ: ((أمَّا نُقْصانُ العَقْلِ: فَشَهادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهادَةَ رَجُلٍ فَهذا نُقْصانُ العَقْلِ، وتَمْكُثُ اللَّيالِيَ ما تُصَلِّي، وتُفْطِرُ في رَمَضانَ فَهذا نُقْصانُ الدِّينِ.)) رواه مسلم
  2. قُلْنَا لِعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبِرْنَا بشيءٍ أَسَرَّهُ إلَيْكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ما أَسَرَّ إلَيَّ شيئًا كَتَمَهُ النَّاسَ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يقولُ: ((لَعَنَ اللَّهُ مَن ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَن آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللَّهُ مَن لَعَنَ وَالِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَن غَيَّرَ المَنَارَ)) رواه مسلم
  3. 3. عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: أنَّ امْرَأَةً مِنَ الأنْصَارِ زَوَّجَتِ ابْنَةً لَهَا، فَاشْتَكَتْ فَتَسَاقَطَ شَعْرُهَا، فأتَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ: إنَّ زَوْجَهَا يُرِيدُهَا أَفَأَصِلُ شَعَرَهَا؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ((لُعِنَ الوَاصِلَاتُ)) وفي روايةٍ: ((لُعِنَ المُوصِلَاتُ)) رواه مسلم
  4. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ والنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)) رواه مسلم
  5. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ((لعَنَ اللهُ المُحَلِّلَ والمُحَلَّلَ له)) حديث صحيح من عارضة الأحوذي
  6. 6. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((لَعَنَ اللَّهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ ما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في كِتابِ اللَّهِ)) صحيح البخاري
  7. 7. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيءِ)) حديث صحيح في الجامع الصغير
  8. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلَّم: ((إنَّ مِن أكْبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ. قيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، وكيفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أبا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ)) صحيح البخاري
  9. عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَلْعَنُ رِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسولَهُ. صحيح مسلم
  10. 10. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ألَا تَعْجَبُونَ كيفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ ولَعْنَهُمْ؟! يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا ويَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وأنا مُحَمَّدٌ.)) صحيح البخاري
  11. 11. عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قالَ: ما عِنْدَنَا شيءٌ إلَّا كِتَابُ اللَّهِ، وهذِه الصَّحِيفَةُ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((المَدِينَةُ حَرَمٌ، ما بيْنَ عَائِرٍ إلى كَذَا، مَن أحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعليه لَعْنَةُ اللَّهِ والمَلَائِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولَا عَدْلٌ، وقالَ: ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ واحِدَةٌ، فمَن أخْفَرَ مُسْلِمًا فَعليه لَعْنَةُ اللَّهِ والمَلَائِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ، ولَا عَدْلٌ، ومَن تَوَلَّى قَوْمًا بغيرِ إذْنِ مَوَالِيهِ، فَعليه لَعْنَةُ اللَّهِ والمَلَائِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ، ولَا عَدْلٌ)) صحيح البخاري
  12. 12. عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد قال: بيْنَما جَارِيَةٌ علَى نَاقَةٍ، عَلَيْهَا بَعْضُ مَتَاعِ القَوْمِ، إذْ بَصُرَتْ بالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَتَضَايَقَ بهِمِ الجَبَلُ، فَقالَتْ: حَلْ، اللَّهُمَّ العَنْهَا، قالَ: فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ((لا تُصَاحِبْنَا نَاقَةٌ عَلَيْهَا لَعْنَةٌ)). وَزَادَ في حَديثِ المُعْتَمِرِ: ((لا أَيْمُ اللهِ لا تُصَاحِبْنَا رَاحِلَةٌ عَلَيْهَا لَعْنَةٌ مِنَ اللهِ، أَوْ كما قالَ)) صحيح مسلم
  13. 13. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((عَن تَوَلَّى قَوْمًا بغيرِ إذْنِ مَوَالِيهِ، فَعليه لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ، لا يُقْبَلُ منه عَدْلٌ، وَلَا صَرْفٌ)) صحيح مسلم
  14. 14. عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن حَلَفَ علَى مِلَّةٍ غيرِ الإسْلامِ فَهو كما قالَ، وليسَ علَى ابْنِ آدَمَ نَذْرٌ فِيما لا يَمْلِكُ، ومَن قَتَلَ نَفْسَهُ بشيءٍ في الدُّنْيا عُذِّبَ به يَومَ القِيامَةِ، ومَن لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهو كَقَتْلِهِ، ومَن قَذَفَ مُؤْمِنًا بكُفْرٍ فَهو كَقَتْلِهِ)) صحيح البخاري
Advertisements

مشاركة المقالة