لمحة
تُعتبر الصبر والمصابرة هي طريق المسلم ليتمكن من العيش في هذه الدنيا
فمن ظن أنَّ طريق الإيمان دون المصابرة هي طريقٌ مفروشة بالأزهار والرياحين، فقد جهل طبيعة الإيمان بالرسالات
صبر أصحاب الدعوات السابقة ودفعوا الثمن الغالي، فلابد أن يدفعه إخوانهم من بعد.
حثَّ الإسلام عليه قدر الإمكان وهو ما يسمى بالمصابرة
آيات قرآنية وردت عن الصبر
- {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} [البقرة: 155].
- {واصبر وما صبرك إلا بالله} [النحل: 127].
- {إِنَّه مَنْ يتَّق وَيصْبِرْ فإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أجْرَ الْمُحْسنِينَ} [90 يوسف]
أحاديث نبوية عن الصبر والمصابرة
- عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجباً لأمر المؤمن إنَّ أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له” [رواه مسلم].
- عن أنس رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تبكي عند قبر فقال: “اتقي الله واصبري” فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك، فقال: “إنَّما الصبر عند الصدمة الأولى” [متفق عليه].
- روي عن عطاء بن أبي رباح: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله تعالى لي قال: “إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك” فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله ألَّا أتكشف فدعا لها. [متفق عليه].
- عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه” [متفق عليه].
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك
فقلت: يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديدا قال: “أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم” قلت: ذلك أن لك أجرين؟
قال: “أجل ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته، وحطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها” [متفق عليه].
الصبر والمصابرة سنة من سنن الكون
- الانتظار والتأني خصال تتسق مع سنن الكون
فالزرع لا ينبت ساعة البذر، بل لابد من المكث شهورًا، والجنين يظل في بطن الحامل شهوراً حتى يستوي خلقه - وقد أعلمنا الله أنَّه خلق العالم في ستة أيام، وما كان ليعجزه أن يقيمه في طرفة عين أو أقل.
تسميات الصبر
إذا كان الصبر في مصيبة سمي صبراً وضده الجزع
إذا كان الصبر في الحرب سمي شجاعة وضده الجبن
إذا كان الصبر في كظم الغيظ سمي حلماً وضده التذمر