لمحة
صلاة التسابيح تعتبر من الصلوات النوافل التي يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى
سنجد في هذا المقال لمحة عن صلاة التسابيح، فضلها وكيفيتها
فقد جاء في الحديث القدسي: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)
وصلاة التسابيح تعتبر والله تعالى أعلم مكفرة للذنوب، مفرجة للكروب، ميسرة للعسير، يقضى الله بها الحاجات، ويؤمن الروعات ويستر العورات.
دليل صلاة التسابيح وحكمها:
الدليل من السنة النبوية الشريفة
وجاء في حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه:
«يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ! أَلَا أُعْطِيكَ، أَلَا أَمْنَحُكَ، أَلَا أَحْبُوكَ، أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ
إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ: أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرُ خِصَالٍ:
أَنْ تَصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً».
هل هذا الحديث صحيح؟
- الحديث الوارد فيها فقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما
- وقد اختلف الحفاظ في الحكم على هذا الحديث
- فمنهم من صححه ومنهم من ضعفه والذين صححوه هم جمهور المحققين ، ومن هؤلاء: الدارقطني ، والخطيب البغدادي ، وأبو موسى المدني.
- وكل ألف فيه جزءاً ، وأبو بكر بن أبي داود ، والحاكم ، والسيوطي ، والحافظ ابن حجر ، والألباني ، وغيرهم.
- “والحق ـ إن شاء الله تعالى ـ أن الحديث لا ينزل عن درجة الحسن لكثرة طرقه التي يتقوى بها”
- ذلك كما يقول الحافظ ابن حجر وبالتالي فهي صلاة مشروعة مستحبة والله أعلم .
حكم صلاة التسابيح
ورد الحكم عن الشيخ النابلسي فقال: اختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى في صلاة التسابيح فذهب الجمهور إلى استحبابها
قال ابن عابدين : ” وحديثها حسن لكثرة طرقه”
وذهب الحنابلة إلى عدم سنيتها وجواز فعلها لجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال .
لمحة عن كيفية صلاة التسابيح
- صلاة التسابيح أربع ركعات بتسليمة واحدة.
- في كل ركعة تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة ( أي سورة تختارها )
- ثمَّ تقول قبل الركوع وأنت قائم هذه التسبيحات: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر) 15 مرة
- تركع وبعد التسبيح المعتاد فى الركوع تقول
(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر) 10 مرات - وترفع رأسك من الركوع قائلاً: سمع الله لمن حمده ثم تقول
(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر) 10 مرات - تهوى ساجدا ً وبعد التسبيح المعتاد فى السجود وتقول
( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر ) 10 مرات - ثمَّ ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول
(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر ) 10 مرات - تسجد وبعد التسبيحات المعتادة فى السجود تقول ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر) 10 مرات
- وتقوم برفع رأسك من السجود وأنت جالس بين السجود والقيام فتقول
( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر ) 10 مرات - فذلك 75 مرة فى كل ركعة
- وتفعل ذلك 4 مرات أي فى الركعات الأربعة فيكون 300 تسبيحة.
دعاء صلاة التسابيح
وزاد الإمام الطبراني: فقل بعد التشهد وقبل السلام.
“اللهم إنى أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك.
اللهم إنى أسألك مخافة تحجزنى عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملاً أستحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفاً منك، وحتى أخلص لك فى النصيحة حبا لك، وحتى أتوكل عليك فى الأمور كلها، حسن ظنى بك، سبحان خالق النور”.
وليدع بعد ذلك ما شاء من دعاء بما أهمّه.
أسئلة وأجوبة عن صلاة التسابيح
هل تصلّى صلاة التسابيح في جماعة؟
نعم، تجوز جماعة وتجوز انفراداً.
هل صلاة التسابيح بدعة؟
قال الزركشي عن حديث صلاة التسابيح أنّه حديث صحيح وليس بضعيف، وقال ابن الصلاح والنووي حديث حسن
وقال الشافعية سنة مستحبّة.
وبناء على ما سبق فإنّ صلاة التسابيح ليست ببدعة وإنّما له فضل عظيم وثواب كبير، وبإمكان المسلم أن يفعلها متى أراد في الحالات والأوقات المشروعة ولا كراهية في ذلك، والله تعالى أعلم.
هل صلاة التسابيح بتشهد واحد؟
ذكر الإمام الترمذي عن ابن المبارك أنّه قال: ” إن صلّاها ليلاً فأحبّ إلي أن يسلّم من كلّ ركعتين، وإن صلّاها نهارًا فإن شاء سلّم وإن شاء لم يسلّم.”
وذهب المالكيّة إلى عدم التفريق بين أن يصليها ليلاً أو نهارًا، وذلك بالقول بالفصل بالسلام في كلا الوقتين. والله أعلم.
هل صلاة التسابيح تغفر الذنوب؟
يظهر من لفظ هذا الحديث, وبعض شروحه أنّ من فعل صلاة التسابيح مرّة واحدة, فإنها تُكفّر ما عمله من الصغائر, والكبائر, وغيرها، سواء تعلّق الأمر بالماضي, أم المستقبل.
جاء في شرح سنن أبي داود لبدر الدين العيني: قوله: “عشر خصال” أي: هي عشر خصال، وهي أن يُغفر له أول ذنبه وآخره، وقديمه وحديثه، وخطؤه وعمده، وصغيره وكبيره، وسره وعلانيته، وقد اندرج في هذا سائر أنواع الذنب، ولا يمكن أن يُقال فيه: المراد من الذنوب: الصغائر؛ لأنه صرح بغفران الكبيرة- أيضًا.
وهذا الحديث, وأمثاله من أحاديث الوعد، لا يشمل المقيم على المعاصي, بل يختصّ بمن كان مستقيمًا على أوامر الله تعالى وأخطأ ثمّ عاد بالتوبة. والله تعالى أعلم.
ما هو وقت صلاة التسابيح؟
- تصلّى صلاة التسابيح في أيّ وقت من النهار أو الليل، عدا أوقات الكراهة التي لا تستحبّ الصلاة فيها
إلا لضرورة أو حاجة وفي حالات محددة قد ذكرها أهل العلم، وأوقات الكراهة هي الوقت من بعد الفجر
حتى طلوع الشمس، ومن بعد صلاة العصر حتى مغيب الشمس. - لم يحدّد وقت معين لها، ورد في الحديث من استطاع كلّ يوم ومن لم يستطع فكلّ أسبوع ومن لم يستطع فكلّ سنة، ولم يستطع ففي العمر مرّة.
ما هي السور التي تقرأ في صلاة التسابيح؟
يستحسن أن يقرأ فى هذه الركعات الأربع من صلاة التسابيح بعد الفاتحة بسورة ممّا جاء أنها تعدل نصف أوثلث ربع القرآن ليحصل أكبر قدر من الثواب، فمثلًا يقرأ فى الأولى «سورة الزلزلة» والثانية «سورة الكافرون» والثالثة « سورة النصر» والرابعة « سورة الإخلاص».