لمحة
ورد الكثير من أبيات الشعر عن الشيب، حيث يعتبر الشيب عندما يبدأ بالزحف في الرأس علامة وقار عند الرجال فصاغوا أبيات شعر ذكروا فيها الشيب فمن مادح إلى ذام لذلك
من شعر حيدر الحلي عن الشيب
تدب على الورد الندي بخدها
عقارب من أصداغهن لوادغ
لوادغ أحشاء يبيت سليمها
ودرياقه عذب من الريق سائغ
لهوت بها حينا أطيع بها الهوى
غراما وشيطان الصبابة نازغ
إلى أن رأت عيني يد الشيب ناصلا
بها من كلا فؤادي ما الله صايغ
فأصبحت لا قلبي من الغيد فارغ
بلى قلبها مني غدا وهو فارغ
وأمسيت في ليل من الغم تحته
فؤاد له ضرس من الهم ماضغ
إلى أن جلا عني الهموم بأسرها
هلال علافي مطلع السعد بازغ
هلال علا تجلوه طوقا لنحرها
له ربه من جوهر المجد صائغ
فتى لم تكن أهل المساعي جميعها
لتبلغ من علياه ما هو بالغ
ومن شعره ما قاله في صدر قصيدة
حيتك من وجناتها بشقيقها
وجلت عليك مدامة من ريقها
وتبسمت لك عن ثنايا لم تشم
عين كبارقها ولا كعقيقها
وحبتك من رشفاتها بسلافة
ما فض مرتشف ختام رحيقها
وتعطفت لك بانة غير الصبا
لم يحظ قلبك بانعطاف رشيقها
ورنت بأجفان إليك فواتر
بأخي الهوى الدنيا تضيق لضيقها
يا أهل رامة ما الجمال وما الهوى
مدح الحلي محمد الصالح في الشيب
وصلت وريعان الشبيبة مونق
وجفت وقد لبس المشيب المفرق
والغيد طوع نسيم ريعان الصبا
يهتز غصن شبابهن المورق
والشيب إن حطت عقاب نهاره
فغراب ليلة وصلهن محلق
أدارت فتاة الحي أني مذ نأت
قلبي أسير هوى ودمعي مطلق
أنا والجوى والدمع وهي ومهجتي
طوع البعاد مغرب ومشرق
عافت أخا دمعي العقيق وثغرها
أمسى يضيء به أخوه الأبرق
لله موقفنا صبيحة أجمعت
بينا له جزعا بريقي أشرق
ومسكت قلبي كي يقر وإنه
ليكاد يلفظه الزفير فيخفق
وكظمت أنفاسي الغداة وفوقها
كادت مجامع أضلعي تتفرق
جاذبتها فضل الرداء فأقبلت
من شعر البحتري عن الشيب
ولم أنس إذ راحوا مطيعين للهوى
وقد وقفت ذات الوشاحين والوقف
ثنت طرفها دون المشيب ومن يشب
فكل الغواني عنه مثنية الطرف
من طريف ما قيل عن الشيب
قول بعضهم وهو من الشعر الهزل المراد به الجد
تبسم الشيب بذقن الفتى
يوجب سفح الدمع من جفنه
حسب الفتى بعد الصبا ذلة
أن يضحك الشيب على ذقنه
ممَّا ورد عن الشعراء عن الشيب
حي عني بالحمى عهدا قديما
وتعهد لي به الظبي الرخيما
رشأ بالنبل من ألحاظه
غادر القلب على عمد كليما
إن أقل ريم صريم نافر
فلكم أخجل بالعينين ريما
لا ومن أرشق قلبي لحظه
أنا لا أعرف لولاه الصريما
أبلج الخدين ما ألطفه
أيضاً من الشعر عن الشيب
ما لقلبي تهزه الأشواق
خبرينا أهكذا العشاق؟
كل يوم لنا فؤاد مذاب
ودموع على الطول تراق
عجبا كيف تدعي الورق وجدي
ولدمعي بجيدها أطواق
كم لنا بالحمى معاهد أنس
والصبا يانع الجنى رقراق
عهد لهو به الليالي ترامت
ماله عرست به الأحداق
يالظعن به النياق تهادى
نهنهي السير ساعة يانياق
فبأحداجك استقلت ظباء
آنسات بيض الخدود رقاق
وارحمي يا أميم لوعة صب
شفه يوم ذي الأثيل الفراق
كاد يقضي من الصبابة لولا
أن تحاماه في الوداع العناق