You are currently viewing العشق هو الجليس الممتع والأليف مؤنس

العشق هو الجليس الممتع والأليف مؤنس

مشاركة المقالة
Advertisements

لمحة

سئلت أعرابية عن العشق، فقالت:

جل والله أن يرى، وخفي عن عيون الورى، فهو في الصدور كامن كمون النار في الحجر، إن قدحته أورى، أو تركته توارى.

وصف العشق

  • قال بعضهم: هو طمع يتولد في قلب العاشق، وكلما قوي زاد الحرص على طلبه، واللجاج في محبته حتى يؤديه ذلك إلى الغم المغلق، وينشأ من ذلك فساد الفكر، ومعه يكون زوال العقل، ورجاء ما لا يكون، وتمني ما لا يتم حتى يؤديه إلى الجنون، فربما قتل نفسه، وربما مات غماً، وربما رأى محبوبته فمات من الفرح.
  • قيل لأبي زهير المدني: ما العشق؟ فقال: الجنون داء أهل الذل، وهو داء أهل الظرف

الفرق بين العشق والهوى والحب

فرَّق عمرو بن بحر الجاحظ بينهم، وإن كان موردها واحدًا فقال:

كل عشق يسمى حباً، وليس كل حب يسمى عشقاً

  • لأنَّ العشق اسم لما فضل من الاقتصاد في الحب، كما أنَّ السف اسم جاوز الجود
  • بينما البخل اسم لما قصر عن الاقتصاد، والهوى يتفرع عن الحب، والحب هو المتولد من أول نظرة

ممَّا ورد في العشق

قال الهيثم بن عدي: أصبتُ صخرة مكتوب عليها العشق ملك غشوم، مسلط ظلوم دانت له القلوب، وانقادت له الألباب وخضعت له النفوس، فالعقل أسيره، والنظر رسوله، واللحظ لفظه

من أحسن الشعر في العشق

يشهد بذلك ما قاله البحتري وذلك أنَّ السيد المرتضى روى في الدرر عن يزيد المبرد، فقال لي البحتري: إني انصرفت يوماً من مجلس أبي العباس محمد بن يزيد المبرد، فقال لي البحتري: ما الذي أفدت يومك هذا من أبي العباس؟ قلت: أملى عليّ أخباراً وأنشدني أبياتاً للحسين بن الضحاك، قال: أنشدني الأبيات فأنشدته:

أغرك صفحي عن ذنوب كثيرة

وعضي على أشياء منك تريب

وقد رمت أسباب السلو فخانني

. ضمير عليه من هواك رقيب

كأن لم يكن في الناس قلبي متيم

ولم يكن في الدنيا سواك حبيب

إلى الله أشكو إن شكوت فلم يكن

. لشكواي من عطف الحبيب نصيب

أردف قائلاً : هذا من أحسن الكلام يا بني، ثم أنشدني البحتري لنفسه:

حبيبي حبيب يكتم الناس أنه

لنا حين تلقاه العيون حبيب

Advertisements

يباعدني في الملتقى وفؤاده

وإن هو أبدى البعاد قريب

ويعرض عني والهوى منه مقبل

إذا خاف عينا أو أشار رقيب

فتنطق منا أعين حين نلتقي

وتخرس منا ألسن وقلوب

ثمَّ قال: أرو يا بني هذا، فإنه من أحسن الشعر وظريفه.

دواء العشق وصل الحبيب

هو الداء العياء، وماله إلا وصل الحبيب دواء

قال مهيار:

أشكيكم وإلى من أشتكي … أنتم الداء فمن يشفي السقام

الأليف مؤنس

روي أن المأمون قال للقاضي يحيى بن أكثم ما العشق؟

فقال يحيى: سوانح تسنح للمرء، فيهيم بها قلبه، وتتواتر بها نفسه، فقال له: ثمامة:

أمسك أيها القاضي رحمك الله إنما عليك أن تجيب في مسألة طلاق، أو محرم صاد صيداً، وأمَّا هذا فمن مسائلنا نحن

فقال المأمون: قل يا ثمامة، فقال: العشق جليس ممتع، وأليف مؤنس، وصاحب مالك، ومالك قاهر، مسالكه لطيفة

ومذاهبه متضادة، وأحكامه جائرة، مالك الأبدان وأرواحها، والقلوب وخواطرها، والعيون ونواظرها، والنفوس وآراءها

وأعطي زمام طاعتها وقياد مملكتها توارى عن الأبصار مدخله، وغميض عن القلوب مسلكه.

قال المأمون: أحسنت يا ثمامة. وأمر له بألف دينار.

Advertisements

مشاركة المقالة