لمحة
الحديث العزيز هو نوع من أنواع الحديث
وهو ما انفرد بروايته عن راويه راويان في جميع طبقات السند وإما في طبقة من طبقات السند
تعريف الحديث العزيز
- لغة: من عزَّ يعِزُّ -بالكسر- بمعنى قلَّ، ومن عز يعَز -بالفتح- بمعنى قوي واشتد؛ لأنَّ المنفرد كان ضعيفاً فقوي جانبه بالآخر الذي تعزز به
- اصطلاحاً: هو ما انفرد بروايته عن راويه راويان في جميع طبقات السند وإما في طبقة من طبقات السند، أي أنَّه إذا كان السند فيه راويان في أول السند أو في آخر السند أو في وسط السند فيمكن لنا أن نقول: هذا من قسم العزيز من الأحاديث.
ملاحظة مهمة:
يُشترط في الحديث العزيز شرطاً مهماً جداً وهو:
- يجب ألا يكون في طبقة من الطبقات أقل من اثنين، أمَّا إذا كان فيه أكثر فلا يضر
لكن لو كان يروي مالك عن نافع عن ابن عمر وعن أبي هريرة، فليس عزيزاً، هنا يوجد راويان لكن أقل طبقة موجودة في السند راو واحد، فهو حديث غريب، والعزيز أن يكون في أقل طبقة من طبقات السند راويان.
سبب التسمية
- لقلة وجود هذا الصنف وندرته، حتى وإن كان ضعيفاً أو موضوعاً فهو نادر جداً
- أو لقوته لأنَّه قد جاء من طريق آخر، ودائماً المنفرد إذا عُزِّز بغيره يتقوى إذا جاء من طريق آخر.
مثال الحديث العزيز
ما رواه الشيخان من حديث أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده) وقد جاء هذا الحديث أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه، فيعتبر راويان في طبقة واحدة.
ولو أخذنا سلسلة الإسناد من طريق أنس نجد أنَّ أنساً رواه عنه قتادة وعبد العزيز بن صهيب.
فـ قتادة يروي عن أنس رضي الله عنه، وأيضاً في نفس طبقة قتادة متابعة تامة من عبد العزيز بن صهيب، فهو أيضاً يروي عن أنس رضي الله عنه متابعاً لـ قتادة.
مناقشة إسناد الحديث:
إذاً في سند حديث أنس رضي الله عنه الذي سبق نجد أنَّ له طريقان:
- الطريق الأول: عن قتادة
ويرويه عن قتادة أيضاً راويان: شعبة بن الحجاج وسعيد بن أبي عروبة.
وشعبة قد كفانا تدليس قتادة. - والطريق الثاني: عن عبد العزيز بن صهيب
ويرويه عنه راويان: إسماعيل بن علية وعبد الوارث وكل هؤلاء من رجال الصحيح.
إذا دققنا النظر نرى أنَّ الطبقة الأولى فيها راويان، والطبقة الثانية فيها راويان، والطبقة الثالثة فيها راويان، إذاً كل الطبقات فيها راويان، فهذا الحديث عزيز؛ لأنَّ كل الطبقات فيها راويان.