لمحة:
الحديث الضعيف: هو الذي اختل فيه شرط من شروط الحسن، أي: يوجد في طبقة من طبقات السند راو ضعيف، والراوي الضعيف – يعرف إما بضعف حفظه مع صلاحه وورعه وتقواه، وإما بإتقانه وضبطه مع بدعته وفسقه وفجوره، فلا يؤخذ منهما معاً احتياطاً
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: (من روى حديثاً يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين، أو أحد الكذابين).
تعريف الحديث الضعيف:
لغة: مأخوذ من الضعف، ضد القوة.
اصطلاحاً: هو الذي لم تجتمع فيه شروط الحديث الحسن، أي: أنه نزل عن درجة الحديث الحسن.
والحديث الحسن هو ما اتصل إسناده بنقل العدل الخفيف الضبط إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة، فالحديث الحسن يكون الراوي فيه خفيف الضبط، وهذا ليس شرطاً في جميع طبقات السند، بل يكفي وجوده في طبقة واحدة، فإذا تخلف شرط من شروط الحديث الحسن فهو الحديث الضعيف.
أسباب ضعف الحديث
- الضبط
- خوارم المروءة
- الفسق أو البدعة
الضعف بسبب الضبط:
والضعف يأتي في الرواة في طبقات الإسناد، وله أنواع كثيرة، منها: الضعف بسبب العدالة أو الضبط.
فالضعيف بسبب ضبط الرواة لا يكون ضعفه في اتصال السند
بل في ضبط الراوي نفسه، وراوي الحديث الصحيح لا بد أن يستجمع شرطين: الضبط والإتقان.
والضبط نوعان:
ضبط صدر، وضبط كتاب، وكان علماء الحديث يعرفون ضبط الرواة من خلال ضبط الحفظ، ولهم في ذلك ثلاث طرق وهي:
المذاكرة، وقلب الأسانيد والمتون بالاختبار والتلقين.
كما في رواية عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة روايات معتمدة
لأنها كانت قبل احتراق كتبه بعد المائة، ثم حدث من حفظه، وكان سيء الحفظ فخالف ووقع في أوهام
وكان تلاميذه يأتونه بالكراس ويقولون: هذا حديثك، فيرويه للناس على أنه حديثه، فقالوا: هذا إذا لقن يتلقن.
- الضعف بسبب خوارم المروءة:
كذلك مما يخص الراوي: العدالة، ولها مجال في صحة الحديث، فيضعف الحديث بنزع العدالة، وهي: التقوى والمروءة، فإن أتى بخوارم المروءة لم تؤخذ أحاديثه.
رحل الإمام البخاري شهراً كاملاً ليأخذ الحديث من أحد الرواة، فوجده ومعه حماره، فأخذ الزنبيل الذي فيه الطعام، فقربه للحمار ليستدرجه حتى جاءه، ثم نظر البخاري في الزنبيل فلم يجد شيئاً، قال: ماذا تفعل؟ قال: أوهمه بالطعام حتى يأتي، فقال: إذا أوهم الحمار فيوهم البشر فلا آخذ حديثه، فجعلها خادشاً للمروءة واتهاماً في صدق الراوي.
- الضعف بسبب الفسق أو البدعة
إن كان الراوي فاسقاً لا يؤخذ حديثه، وكانوا ينظرون دائماً في عباداته كصلاته وصيامه ونافلته وذكره ونفقاته، هل يتبع النافلة بالفريضة أم لا؟ وهل يكثر من عبادات الله جل في علاه وقيام الليل وصيام النهار أم لا؟ فإذا وجدوا ذلك وثقوه وأخذوا حديثه، وإلا فلا.
وكانوا ينظرون في الراوي هل هو صاحب بدعة أم لا؟ فإن كان صاحب بدعة ردوا حديثه، والبدعة نوعان: إما بدعة مفسقة، وإما بدعة مكفرة.
حكم الحديث الضعيف:
أنه يرد، والضعف يكون بالرواة إما من ناحية الضبط أو من ناحية العدالة.
أمثلة على الحديث الضعيف:
الأدب في الأحاديث الضعيفة ألا تذكرها بقال رسول الله، ولا بذكر رسول الله، ولا تروي عن رسول الله، بل قل: رُوي، قيل، بصيغة التمريض
روي في الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)
هذا الحديث ضعيف، لأنَّ فيه بعض الرواة الضعفاء.