لمحة:
الحديث الحسن هو ما توافرت فيه شروط الحديث الصحيح إلا أن أحد رواته خف ضبطه بما لا يوجب رد حديثه
قال ناظم البيقونية: “والحسن المعروف طرقاً وغدت رجاله لا كالصحيح اشتهرت وكل ما عن رتبة الحسن قصر فهو الضعيف وهو أقسام كثر”
تعريف الحديث الحسن
الحسن لغة: مأخوذ من الحسن بمعنى الجمال وهو ضد القبيح.
الحسن في اصطلاح المحدثين: هو ما اتصل إسناده بنقل العدل خفيف الضبط إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.
حكم الحديث الحسن:
هو حديث صالح في الاحتجاج صحيح في العمل به؛ لكن درجته تقل عن درجة الصحيح؛ لأنَّ فيه راوياً في طبقة من طبقات السند خفيف الضبط.
فائدة التمييز بين الحديث الحسن والصحيح
يتفق مع الحديث الصحيح في الاحتجاج والعمل بهما، ويفترقان أنهما إذا تعارضا فالصحيح يقدم عليه.
أمثلة تطبيقية
المثال الأول:
حديث يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“كفرٌ بامرئ ادَّعى نسباً لا يعرفه أو جحده وإن دق”.
تحليل سند الحديث:
لا بدَّ أن نبحث في شروط الحديث قبل أن نحتج به وهي: اتصال السند، وضبط الرواة، والعدالة، وعدم الشذوذ والعلة.
- اتصال السند: توفر الشرط الأول، وهو اتصال السند، حيث أنَّه لا يوجد راو مدلس، فإن لم يكن الراوي مدلساً وعنعن أو حدَّث فهما سواء
- العدالة: بفضل الله كل هؤلاء عدول لا مطعن في واحد من الرواة
- الضبط: عندنا راو ضبطه خفيف، وهو عمرو بن شعيب، والباقي ثقات.
- الشذوذ أو العلة: هذا الحديث لم يقل فيه أحد بالشذوذ ولا فيه أي علة.
توافرت الشروط الخمسة، فنحكم عليه بأنه حسن؛ لأنَّ أحد الرواة نزل من درجة تمام الضبط إلى خفيف الضبط.
المثال الثاني:
حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة).
تحليل سند الحديث:
أبو سلمة: تام الضبط
أبو هريرة رضي الله عنه: صحابي لا يُتكلم عنه
محمد بن عمرو: خفيف الضبط، فإذا كان خفيف الضبط نزل حديثه من درجة الصحيح إلى درجة الحسن، فهذا الحديث حديث حسن.