You are currently viewing من قصص الحجاج بن يوسف الثقفي

من قصص الحجاج بن يوسف الثقفي

مشاركة المقالة
Advertisements

لمحة

الحجاج بن يوسف هو بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثَقيف، وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن، أبو محمد الثَّقَفيّ

قصة الحجاج بن يوسف مع ابن أبي ليلى

دخل عبد الرحمن بن أبي ليلى على الحجاج بن يوسف، فقال لجلسائه: إن أردتم أن تنظروا إلى رجل يسب أمير المؤمنين عثمان بن عفان فهذا عندكم، يعني عبد الرحمن، فقال عبد الرحمن: معاذ الله أيها الأمير أن أكون أسب أمير المؤمنين، إنه ليحجزني عن ذلك ثلاث آيات في كتاب الله

قال الله تعالى:(للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون)

فكان عثمان منهم.

ثمَّ قرأ: (والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)

فكان أبي منهم.

ثمَّ قرأ قوله تعالى: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم)

فكنت أنا منهم. فقال: صدقت.

ماذا حدث بين الحجاج بن يوسف وعاصم بن أبي وائل؟

عن عاصم بن أبي وائل قال: بعث إليَّ الحجاج فقال لي: ما اسمك؟ قلت: ما أرسل إلي الأمير حتى عرف اسمي!

قال: متى هبطت هذا البلد؟ رددتُ: حين هبط أهله

قال: ما تقرأ من القرآن؟ أجبت: أقرأ منه ما إذا تبعته كفاني.

قال: إني أريد أن أستعين بك في عملي. قلت: إن تستعين بي تستعن بكبير أخرق، ضعيف يخاف أعوان السوء؛ وإن تدعني فهو أحب إلي، وإن تقحمني أتقحم.

قال: إن لم أجد غيرك أقحمتك، وإن وجدت غيرك لم أقحمك.

قلت: وأخرى أكرم الله الأمير: إني ما علمت الناس هابوا أميرًا قط هيبتهم لك والله إني لأتعار من الليل فما يأتيني النوم من ذكرك حتى أصبح؛ هذا ولست لك على عمل.

Advertisements

قال: هيه! كيف قلت؟ فأعدت عليه؛ فقال: إني والله لا أعلم على وجه الأرض خلقاً هو أجرأ على دم مني، انصرف.

قال: فقمت فعدلت عن الطريق كأني لا أبصر؛ فقال: أرشدوا الشيخ.

الشيخ الصالح جامع المحاربي مع الحجاج

دخل جامع المحاربي على الحجاج بن يوسف- وكان جامع شيخًا صالحاً خطيباً لبيباً جريئاً على السلطان وهو الذي قال للحجاج إذ بنى

مدينة واسط بنيتها في غير بلدك، وتورثها غير ولدك- فجعل الحجاج يشكو سوء طاعة أهل العراق وقبح مذهبهم.

فقال له جامع: أما إنه لو أحبوك لأطاعوك، على أنهم ما شنئوك لنسبك، ولا لبلدك، ولا لذات نفسك

فدع عنك ما يبعدهم منك إلى ما يقربهم إليك، والتمس العافية ممن دونك

تعطها ممن فوقك، وليكن إيقاعك بعد وعيدك، ووعيدك بعد وعدك.

ردَّ الحجاج قائلاً: ما أرى أن أرد بني اللكيعة إلى طاعتي إلا بالسيف

أيها الأمير، إنَّ السيف إذا لاقى السيف ذهب الخيار.

أجاب الحجاج: الخيار يومئذ لله.

قال: أجل، ولكنك لا تدري لمن يجعله الله.

فغضب وقال: يا هناه، إنك من محارب. فقال جامع:

وللحرب سمينا وكنا محارباً

إذا ما القنا أمسى من الطعن أحمرا

فقال الحجاج: والله لقد هممت بأن أخلع لسانك فأضرب به وجهك.

قال جامع: إن صدقناك أغضبناك، وإن غششناك أغضبنا الله فغضب الأمير أهون علينا من غضب الله.

قال: أجل، وسكن.

Advertisements
مشاركة المقالة