You are currently viewing الحب هو امتزاج الروح بالروح

الحب هو امتزاج الروح بالروح

مشاركة المقالة
Advertisements

لمحة

قال بعض الأطباء في صفة الحب: امتزاج الروح بالروح، ولو امتزج الماء بالماء لامتنع تخليص بعضه من بعض فكيف والروح ألطف امتزاجًا، وأرق مسلكًا.

كيف وصفوا الحب؟

  • الحب: هو المحبة، وأحسن الأقوال فيه أنه مشتق من القلب وهي سويداءه، كما قيل مثل ذلك في الشغف
    كما يسمى الحب شغفاً إذا بلغ شغاف القلب، فأمَّا كون الحب هو المتولد من أول نظرة
  • قيل: إنَّ الحب هو الميل الدائم بالقلب للحبيب، ومصاحبته على الدوام
  • سئل أعرابي عن الهوى، فقال: هو أغمض مسلكاً في القلب من الروح في الجسد، وأملك من النفس بالنفس، بطن وظهر، لطف وكثف، فامتنع عن وصفه المسلك والكمون.
  • قال محمد بن جعفر: سمعت رجلا من عذرة يتحدث عند عروة، فقال له عروة: يزعم الناس أنكم أرق الناس قلوباً, قال: نعم، والله لقد تركت في الحي ثلاثين شاباً خامرهم الموت ليس لهم داء إلا الحب

قصة عن جميل بثينة

قال سهل بن سعد: كنت بمصر، وخرجت لحاجة، فلقيني صديق لي في بعض الطرق، فقال لي:

هل لك أن تعدل إلى عيادة جميل، فقد ثقل مرضه؟ قلت: نعم، فدخلنا عليه وهو يجود بنفسه، فنظر إلي، فقال: يا ابن سعد ما تقول في رجل لم يزن قط، ولم يشرب مداما، ولم يسفك دما حراما، قد أتت عليه خمسون سنة يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا سول الله؟ فقلت: من هذا؟ فإني أظنه ناجياً من عذاب النار إن شاء الله قال: أنا ذلك. قلت سبحان الله!

ما رأيت كاليوم أعجب من هذا، وما أحسبك تسلم، وأنت تشبب ببثينة من عشرين سنة، فقال: إني في آخر يوم الدنيا، وأول يوم من الآخرة، فلا نالتني شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن وضعت يدي عليها لريبة، وإنما أكثر ما يكون مني إليها أني آخذ يدها فأضعها على قلبي، فأستريح إليها، ثم أغمي عليه فأفاق وأنشد:

صرخ النعي وما كنى بجميل

وثوى بمصر ثواء غير قفول

ولقد أجر الذيل في وادي القرى

نشوان بين مزارع ونخيل

قومي بثينة فاندبي بعويل

وأبكي خليلك دون كل خليل

ثمَّ أغمي عليه فمات رحمه الله.

ممَّا ورد في أشعار العرب عن الحب

قالوا في الحب:

الحب أوله تهيم به

نفس المحب فيلقى الموت كاللعب

يكون مبدؤه من نظرة عرضت

وخطرة قدحت في القلب كاللهب

كالنار مبدؤها من قدحه فإذا

تأججت أحرقت مستجمع الحطب

قالوا:

ومراعة للبين تحسب أنها

قمر على غصن تغيب وتطلع

كتبت إليك على شقائق خدها

سطراً من العبرات ماذا أصنع

فأجبتها بلسان حال معرب

ما في الحياة مع التفرق مطمع

Advertisements

قالوا:

الحب من سمع ومن لحظة

وفيه إحلاء وإمرار

رأيت نار الحب بين الحشا

تفعل مالا تفعل النار

إن لم تكلم في الهوى ألسن

تكلمت باللحظ أبصار

والحب داء ماله حيلة

وليس فيه للفتى عار

قالوا:

ومن عجب أني أحن إليهم

وأسأل شوقا عنهم وهم معي

وتطلبهم عيني وهم في سوادها

ويشتاق قلبي وهم بين أضلعي

قالوا:

خيالك في عيني وذكرك في فمي

ومثواك في قلبي فأين تغيب

قالوا:

كل الحوادث مبداها من نظرة

ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة بلغت في القلب صاحبها

كمبلغ السهم بين القوس والوتر

والمرء ما دام ذا طرف يقلبه

في أعين العين موقوف على الخطر

يسر مقتله ما ضر مهجته

لا مرحبا بسرور عاد بالضرر

Advertisements

مشاركة المقالة