لمحة
ماذا ورد في الأثر من اقتباسات في العفو وعذر الآخرين والتجاوز عن أخطاءهم؟
العفو عند المقدرة من شيم الكرام
فخير الإخوان من إذا نسيت ذنبك لم يقرعك به، ومن معروفه عندك لم يمن به عليك
ما ورد عن الشافعي في العفو والتجاوز عن الهفوات:
قال الشافعي:
لمّا عفوت ولم أحقد على أحد … أرحت نفسي من هم العداوات.
إني أحي عدوي عند رؤيته … لأقطع الشر عني بالتحيات.
وأظهر البشر للإنسان فابغضه … كأنه قد حشا قلبي مسرات.
أنشد الربيعي للشافعي رحمه الله:
أحب إلى الإخوان كل مواتي … وكل غضيض الطرف عن هفواتي.
يوافقني في كل أمر أريده … ويحفظني حياً وبعد مماتي.
فمن لي بهذا ليت أني وجدته … فقاسمته مالي من الحسنات
تصفحت إخواني فكان أقلهم … على كثرة الإخوان أقل ثقاتي
ما ورد عن الخليل بن أحمد في العفو والصفح عن الآخرين
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب
إن كثرت إليَّ منه الجرائم.
فما الناس إلا واحد من ثلاثة
شريف ومشروف ومثل مقام.
فأمّا الذي فوقي فأعرف قدره
واتبع فيه الحق والحق لازم.
وأمّا الذي دوني فأحلم دائما
أصون به عرضي وإن لام لائم.
وأمّا الذي مثلي فإن زل أو هفا
تفضلت إن الفضل بالفخر حاكم.
ما ورد عن الرضي في العفو والستر العيوب
قال ابن مسعود: كنا في مجلس الرضي فشكا رجل من أخ له فأنشد الرضي:
اعذر أخاك على ذنوبه
واستر وغط على عيوبه.
وأصبر على بهت السفيه
وللزمان على خطوبه.
ودع الجواب تفضلا
وكل الظلوم إلى حسيبه.
واعلم بأن الحلم عند
الغيظ أحسن من ركوبه.
ما ورد عن التنوخي في العفو والمودة
ألقى العدو بوجه لا قطوب به
يكاد يقطر من ماء البشاشات.
فأحزم الناس من يلقى أعاديه
في جسم حقد وثوب من مودات.
الرفق يمن وخير القول أصدقه
وكثرة المزح مفتاح العداوات.
ما ورد عن ابن الرومي في الإخوان
فأكثر من الإخوان ما استطعت إنهم
بطون إذا استنجدتهم وظهور.
وليس كثير ألف خل وصاحب
وإن عدوا واحدا لكثير.
أشعار مختلفة وردت في العفو والتجاوز عن زلات الآخرين
قيل:
إذا لم تجاوز عن أخ عند زلة
فلست غداً عند زلتي متجاوزا.
وكيف يرجيك البعيد لنفعه
إذا كان عن مولاك خير عاجزا.
ظلمت أخاً كلفته فوق وسعه
وهل كانت الأخلاق إلا غرائز.
قيل:
إذا ما بدا من صاحب لك زلة
فكن أنت محتالا لزلته عذرا.
أحب الفتى ينهي الفواحش سمعه
كأن به عن كل فاحشة وقرا.
سليم دواعي الصبر لا باسطا أذى
ولا مانعا خيرا ولا قائلا هجرا.
عبارات في العفو
- حكى الأصمعي عن بعض الأعراب أنه قال: تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم
- وقد أوصى بعض الأدباء أخاً له، فقال: كن للود حافظاً، لأن لم تجد حافظاً، وللخل واصلاً إن لم تجد مواصلا.
- قال شبيب بن شبة الأديب: العاقل هو الفطن المتغافل.
- حُكي أن ابنة عبد الله بن مطيع كانت عند طلحة بن عبد الرحمن الزهري وكان أجود قريش في زمانه فقالت له ذات يوم: ما رأيت ألأم من أصحابك، قال: ولمه؟ قلت: أراهم إذ أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك، قال: هذا والله من كرمهم، يأتوننا في حال القوة بنا عليهم، ويتركوننا في حال الضعف بنا عنهم. فانظر كيف تأول بكرمه حتى جعل قبح فعلهم حسنا، وظاهر غدرهم وفاء، وهذا محض الكرام، ولباب الفضل، وبمثل هذا يلزم أهل الفضل أن يتأولوا الهفوات من إخوانهم