لمحة
ممّا ورد عن السلف الصالح في قيام الليل عن أسلم بن عبد الملك عن رجل من الصالحين أنَّه كان كثير الصلاة والتهجد، وكان لا يرى نائمًا بالليل إلا قليلًا، فقال له أسلم: يا أخي، ما لي لا أراك تنام كما ينام الناس؟ فقال: إنَّ عجائب القرآن أطرن نومي، ما أخرج من أعجوبة إلا وقعت في غيرها.
من أقوال ابن القيم في قيام الليل
- “وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار، وآخره”
- “ولا ريب أنَّ الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن، وإذابة أخلاطه، وفضلاته، ما هو من أنفع شيء له، سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان، وسعادة الدنيا، والآخرة، وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة، ومن أنشط شيء للبدن، والروح، والقلب”.
يحيون ليلهم بطاعة ربهم
بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم
مثل أنهار الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم
لعدوهم من أشجع الأبطال
بوجوههم أثر السجود لربهم
وبها أشعة نوره المتلالي
من أقوال الحسن البصري في قيام الليل
- {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} [الذاريات: 17] كابدوا قيام الليل، فلا ينامون من الليل إلا أقله، ونشطوا فمدوا إلى السحر، حتى كان الاستغفار بسحر.
- “كان الأحنف بن قيس يقول: عرضت عملي على عمل أهل الجنة فإذا قوم قد باينونا بونا بعيدًا، إذ نحن قوم لا نبلغ أعمالهم، {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} [الذاريات: 17]، وعرضت عملي على عمل أهل النار، فإذا قوم لا خير فيهم، مكذبون بكتاب الله وبرسل الله، مكذبون بالبعث بعد الموت، فقد وجدت من خيرنا منزلة قوما خلطوا عملا صالحا وآخر سيئاً”.
- “إنَّ العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل”.
- ” لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل”.
- قيل للحسن البصري رحمه الله: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها؟ فقال لأنّهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره.
من أقوال أحمد بن الحواري في قيام الليل
- قال أحمد بن أبي الحواري: قال لي أبو سليمان الداراني: يا أحمد، إنّي محدثك بحديث فلا تحدثن به أحدا حتى أموت، قال أحمد: وما هو؟ قال : نمت ذات ليلة عن وردي من صلاة الليل، فإذا أنا بحوراء تنبهني، وتقول: يا أبا سليمان، تنام عنا، وأنا أربى لك في الخدور منذ خمسمائة عام؟ أترقد عيناك والملك يقظان ينظر إلى المتهجدين في تهجدهم؟! بؤساً لعين آثرت لذة نوم على لذة مناجاة العزيز، قم -رحمك الله- فقد دنا الفراغ، ولقي المحبون بعضهم بعضاً، فما هذا الرقاد؟
قال الداراني: فوثبت فزعاً وقد عرقت استحياء من توبيخها إياي، وإن حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي. - وعنه أنَّه قال : دخلتُ على أبي سليمان الداراني وهو يبكي فقلت له: ما يبكيك يا أبا سليمان؟ قال: يا أحمد، ولم لا أبكي؟ وإذا جنّ الليل ونامت العيون، وخلا كلُّ حبيب بحبيبه وافترش أهل المحبة أقدامهم، وجرت دموعهم على خدودهم، وقطرت في محاريبهم، أشرف الجليل سبحانه وتعالى عليهم فنادى جبريل: بعيني من تلذذ بكلامي، فينادي فيهم: ما هذا البكاء؟ هل رأيتم حبيباً يعذب أحبابه؟ أم كيف أعذب قوماً إذا جنهم الليل تملقوني؟ فبي حلفت إذا وردوا علي يوم القيامة لأكشفن لهم عن وجهي الكريم حتى ينظروا إلي وأنظر إليهم.