لمحة عن الصبر والتأني
ممَّا ورد عن الصبر والتأني في الأحاديث النبوية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له) رواه مسلم
فإليك في هذه المقالة اقتباسات عن الصبر والتأني وردت في الأثر
من نوادر القصص في الصبر
رُوي أن أبا عمرو بن العلاء، كان يقرأ قوله تعالى: (إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ) بالفتح “غَرفة” فأحضره الحجاج، وقال: ما حجتك في قراءتها بالفتح؟ قال: أمهلني أيها الأمير. قال: أمهلتك شهرا، فإن لم تأتني بحجة ضربت عنقك، فوكل من به يسير معه في أحياء العرب فلم يجد حجة إلا أن كمل الشهر، فرده الموكلون به على الحجاج، فلما كان في أثناء الطريق إذ إعرابي يسوق إبلاً له وينشد:
صبر النفس عند كل ملم … إن في الصبر حيلة المحتال
لا تضيقن بالأمور فقد تكشف … غماؤها بغير احتيال
ربما تجزع النفوس من الأمر … له فَرجة كحل العقال
فقال له أبو عمرو: ما وجه الفتح في فرجة؟ فقال: كلما أتى على وزن فعلة فلنا فيه ثلاث لغات، ففرح أبو عمرو بوجود الحجة لقراءته ثم قال للأعرابي: ما سبب إنشادك هذه الأبيات؟ قال: أنه قد بلغنا نعي الحجاج، وكنا متخوفين منه، فقال أبو عمرو: والله ما أدري بأيتهما أفرح، بموت الحجاج، أم بوجود الحجة على قراءتي ومذهبي؟
أشعار عن الصبر والتأني ومحامده
قال بعضهم
تصبر ففي اللأواء قد يحمد الصبر … ولو صورف الدهر لم يعرف الحر.
وإن الذي أبلى هو العون فانتدب … جيل الرضى يبقى لك الذكر والأجر.
وثق بالذي اعطى ولا تك جازعا … فليس بحزم أن يروعك الضر.
فلا نعم تبقى ولا نقم ولا … يدم كلا الحالين عسر ولا يسر.
تقلب هذا الأمر ليس بدائم … لديه منم الأيام حلو ولا مر.
قال بعضهم
اصبر على مضض الادلاج في السحر … وفي الرواح إلى الطاعات والبكر
إني رأيت وفي الأيام تجربة … للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جد في أمر يحاوله … واستصحب الظفر إلا فاز بالظفر
قال بعضهم
إنَّ الأمور إذا اشتدت مسالكها … فالصبر يفتح كل باب مرتجا.
لا تيأسن وإن طالت مطالبه … إذا استعنت بصبر إن ترى فرجا.
قال بعضهم
عليك بإظهار التجلد للعدى … ولا تظهرن الذبول فتحقرا.
ألم تنظر الريحان يشمم ناضرا … ويطرح في البيدا إذا ما تغيرا.
قال بعضهم
الدهر أدبني والصبر رباني … والقوت أقنعني واليأس أغناني.
وحنكتي من الأيام تجربة … حتى نهيت الذي قد كان ينهاني.
قال بعضهم
إذا ما أتاك الدهر يوماً بنكبة … فأفرغ لها صبراً وأوسع لها صدراً
فإنَّ تصاريف الزمان عجيبة … فيوماً ترى يسراً ويوماً يرى عسراً
قال بعضهم
ما أحسن الصبر في الدنيا وأجمله … عند الإله وأنجاه من الجزع
من شدَّ بالصبر كفا عند مؤلمة … ألوت يداه بحبل غير منقطع
قال بعضهم
على قدر فضل المرء تأتي خطوبه … ويحمد منه الصبر مما يصيبه.
فمن قل فيما يتقيه اصطباره … فقد قل فيما يرتجيه نصيبه.
قالوا عن الصبر والتأني
تردَّ رداء الصبر عند النوائب … تنل من جميل الصبر حسن العواقب
وكن حافظا للوالدين وناصرا … لجارك ذي التقوى وأهل الأقارب
اصبر قليل فبعد العسر تيسير … وكل وقت له أمر وتدبير
وللمهيمن في أحوالنا نظر … وفوق تدبيرنا لله تدبير
قال بعضهم
اصبر ففي الصبر خير لو علمت به … لكنت باركت شكرًا صاحب النعم
واعلم بأنك إن لم تصطبر كرماً … صبرت قهراً على ما خُط بالقلم
قال بعضهم عن الصبر والتأني
كن حليماً بليت بغيظ … وصبوراً إذا أتتك مصيبة
فالليالي من الزمان حبالي … مثقلات يلدن كل عجيبه
قال بعضهم
تصبر أيها العبد اللبيب … لعلك بعد صبرك ما تخيب
وكل الحادثات إذا تناهت … يكون ورائها فرج قريب
قال بعضهم
أيا صاحبي إن رمت أن تكسب العلى … وترقى على العلياء غير مذاح
عليك بحسن الصبر في كل حالة … فما صابر فيما يروم بنادم
قال بعضهم واصفاً الصبر والتأني
بنا الله للأخير بيتا سماؤه … هموم وأحزان وحيطانه الضر
وأدخلهم فيه وأغلق بابه … وقال لهم مفتاح بابكم الصبر
قال بعضهم
اصبر قليلا وكن بالله معتصما … لا تعجلن فإن العجز بالعجل
الصبر مثل أسمه في كل نائبة … لكن عواقبه أحلى من العسل
قال بعضهم في الصبر والتأني
شكى ألم الفراق الناس قبلي … وروع بالنوى حي وميت
فإما مثل ما ضمت ضلوعي … فإني ما سمعت ولا رأيت
وما أشكو تلون أهل ودي … ولو أجدت شكيتهم شكوت
مللت عتابهم يئست منهم … فما أرجوهم فيمن رجوت
إذا أدمت قوارضهم فؤادي … صبرت على أذاهم وانطويت
ورحت إليهم طلق المحيا … كأني ما سمعت وما رأيت
ولا والله ما أضمرت غدرا … كما قد أظهروه وما نويت
ويوم الحشر موعدنا وتبدوا … صحيفة ما جنوه وما جنيت