لمحة
من أقوال الصالحين عن القيام ليلاً ما ورد عن المغيرة أنَّه قال: خرجت ليلة بعد أن هجع الناس هجعة، فمررت بمالك بن أنس فإذا أنا به قائم يصلي، فلما فرغ من {الحمد لله} [الفاتحة: 2] ابتدأ بـ {ألهاكم التكاثر} [التكاثر: 1] حتى بلغ قوله تعالى {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} [التكاثر: 8]، فبكى بكاء طويلاً، وجعل يرددها ويبكي وشغلني ما سمعت عنه ورأيت عن حاجتي التي خرجت إليها، فلم أزل قائما وهو يرددها ويبكي حتى طلع الفجر، فلما تبين له ركع، فصرت إلى منزلي، فتوضأت، ثم أتيت المسجد، فإذا به في مجلسه والناس حوله، فلما أصبح نظرت فإذا أنا بوجهه قد علاه النور.
كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون
- قال قتادة: قال الأحنف بن قيس: {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} [الذاريات: 17] كانوا لا ينامون إلا قليلاً، ثم يقول: لست من أهل هذه الآية.
- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: قال رجل من بني تميم لأبي: يا أبا أسامة، صفة لا أجدها فينا، ذكر الله تعالى قوما فقال: {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} [الذاريات: 17] ونحن -والله – قليلا من الليل ما نقوم، فقال له أبي – رضي الله عنه -: طوبى لمن رقد إذا نعس، واتقى الله إذا استيقظ
أقوال الصالحين في القيام
- عن أبي عصمة البيهقي: بت ليلة عند أحمد بن حنبل فجاء بالماء فوضعه عندي
فلما أصبح نظر في الماء، فإذا هو كما كان على حاله لم يتوضأ منه، فقال أحمد: سبحان الله! رجل يطلب العلم ولا يكون له ورد بالليل؟! - قال المروزي: كنت مع الإمام أحمد بن حنبل نحوا من أربعة أشهر بالعسكر، فكان لا يدع قيام الليل وقراءة النهار
وما علمت بختمة للقرآن ختمها لأنه كان يسر ذلك. - عن أزهر -وكان من القوامين- أنه قال: رأيت في المنام امرأة لا تشبه نساء أهل الدنيا، فقلت لها: من أنت؟ أجابت: حوراء، فقلت: زوجيني نفسك؟ قالت: اخطبني إلى سيدي وامهرني، فقلت: وما مهرك؟ قالت: طول التهجد.
- قال الكرابيسي: بت مع الشافعي ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد على خمسين آية
فإذا أكثر فمائة آية، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله فيها، ولا بآية عذاب إلا تعوذ-وكأنما جمع له الرجاء والهيبة جميعًا- - عن محمد بن عبد الله الخزاعي: كان عبد الواحد بن زيد يصلي الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة.
- كانت عابدة لا تنام من الليل إلا يسيراً فعوتبت في ذلك فقالت: كفى بطول الرقدة في القبور رقاداً
- قالت أم عمرو بن المنكدر: يا بني أشتهي أراك نائمًا! فقال: يا أماه، إنّ الليل ليرد علي فيهولني فينقضي عني وما قضيت منه مأربي.
- قال سفيان: إنّ لله ريحاً مخزونة تحت العرش تهب عند الأسحار فتحمل الأنين والاستغفار.